حلقة المعازف 4 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 10ـ
صفحة 1 من اصل 1
حلقة المعازف 4 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 10ـ
الحمد لله وبعد
فقد ذكر الأستاذ مصطفى سبعة أحاديث كأدلة للمانعين
ونقل عن "أهل العلم" كما يزعم تضعيف هذه الأحاديث
وبهذا .. يصح له أن يقول المعازف حلال .. "كما يظن"
والأمر على خلاف ظنه ... وضد مراده ... ولله الحمد والمنة
وسأذكر إن شاء الله تعالى الأدلة الحديثية "الصحيحة" للمانعين
فقد أوهم الأستاذ مريديه أنه ليس لدى المخالف إلا الحديث الضعيف
ولا أدرى .. أهو تدليس ... أم جهل ... وأحلاهما مر بل أمر
الحديث الأول : حديث البخاري ... وقد سبق الكلام عليه فى الرد رقم 9
الحديث الثاني :من سنن أبى داود
حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع قال
: سمع ابن عمر مزمارا قال فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال فقلت لا قال فرفع إصبعيه من أذنيه وقال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا
قال أبو علي اللؤلؤي سمعت أبا داود يقول هذا حديث منكر .
قال الشيخ الألباني : صحيح . إنتهى
الأستاذ مصطفى ذكر هذا الحديث وقال
" قال أبو داود - أبو داود الإمام الذي روى الحديث - ، قال: هذا حديث منكر ، استنكره أبو داود ن وطبعا كلمة منكر عند أهل العلم يعني راو ضعيف قام طالع بالحديث لواحده كده ، تفرد ضعيف ، حاجه بس مش عايز أطول فيها عشان هي في مصطلح الحديث ، لكن حاجه من أشد انواع ضعف الأحاديث."
الرد عليه
قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي (عون المعبود)
هَكَذَا قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ وَلَا يُعْلَم وَجْه النَّكَارَة فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيث رُوَاته كُلّهمْ ثِقَات وَلَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِرِوَايَةِ أَوْثَق النَّاس .
وَقَدْ قَالَ السُّيُوطِيُّ : قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين بْن عَبْد الْهَادِي هَذَا حَدِيث ضَعَّفَهُ مُحَمَّد بْن طَاهِر وَتَعَلَّقَ عَلَى سُلَيْمَان بْن مُوسَى وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فَسُلَيْمَان حَسَن الْحَدِيث وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة ، وَتَابَعَهُ مَيْمُون بْن مَهْرَانِ عَنْ نَافِع وَرِوَايَته فِي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى ، وَمُطْعِم بْن الْمِقْدَام الصَّنْعَانِيّ عَنْ نَافِع وَرِوَايَته عِنْد الطَّبَرَانِيّ ، فَهَذَانِ مُتَابِعَانِ لِسُلَيْمَان بْن مُوسَى .إنتهى
ولما كان الأستاذ ملقن من غيره وناقل عن غيره .. فهو كما ترى يلقي الكلام كما يقال له ... ولا يتبين فيه ... يا حسرة على العلم
ثم قال الأستاذ فارضا صحة الحديث
( ازاي يبقى الزمارة بتاعة الراعي حرام وابن عمر يقول لنافع اسمع كده وقولي انت سامع ولا لأه؟؟؟؟ )
الجواب
لابد من التفريق بين السماع والإستماع
قال شيخ الإسلام (والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فانه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا ما يحصل منها بغير الاختيار وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس إنما يتعلق الأمر والنهى في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي
وهذا مما وجه به حديث ابن عمر . . . ( فذكره ) فإن من الناس من يقول - بتقدير صحة الحديث - لم يأمر ابن عمر بسد أذنيه فيجاب بأن ابن عمر لم يكن يستمع وإنما كان يسمع وهذا لا إثم فيه وإنما النبي عدل طلبا
للأكمل والأفضل كمن اجتاز بطريقه فسمع قوما يتكلمون بكلام محرم فسد أذنيه كيلا يسمعه فهذا أحسن ولو لم يسد أذنيه لم يأثم بذلك اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرر ديني لا يندفع إلا بالسد .إنتهى
قال فى عون المعبود
وَاعْتَرَضَ اِبْن طَاهِر عَلَى الْحَدِيث بِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّاعِي وَبِأَنَّ اِبْن عُمَر لَمْ يَنْهَ نَافِعًا وَهَذَا لَا يَدُلّ عَلَى إِبَاحَة لِأَنَّ الْمَحْظُور هُوَ قَصْد الِاسْتِمَاع لَا مُجَرَّد إِدْرَاك الصَّوْت لِأَنَّهُ لَا يَدْخُل تَحْت تَكْلِيف ، فَهُوَ كَشَمِّ مُحْرِم طَيِّبًا فَإِنَّمَا يَحْرُم عَلَيْهِ قَصْده لَا مَا جَاءَتْ بِهِ رِيح لِشَمِّهِ ، وَكَنَظَرِ فَجْأَة بِخِلَافِ تَتَابَعَ نَظَّرَهُ فَمُحْرِم .
وعلق على هذا الحديث الإمام القرطبي في تقسيره قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!"
وقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْمِزْمَار الَّذِي سَمِعَهُ اِبْن عُمَر هُوَ صَفَّارَة الرِّعَاء وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مَذْكُورًا فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ غَيْر هَذِهِ الرِّوَايَة ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَكْرُوهًا فَقَدْ دَلَّ هَذَا الصُّنْع عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي غِلَظ الْحُرْمَة كَسَائِرِ الزَّمُور وَالْمَزَاهِر وَالْمَلَاهِي الَّتِي يَسْتَعْمِلهَا أَهْل الْخَلَاعَة وَالْمُجُون وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَأَشْبَهَ أَنْ لَا يَقْتَصِر فِي ذَلِكَ عَلَى سَدِّ الْمَسَامِع فَقَطْ دُون أَنْ يَبْلُغ فِيهِ مِنْ النُّكْر مَبْلَغ الرَّدْع وَالتَّنْكِيل . اِنْتَهَى
الحديث الثالث ـ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1 / 377 / 795 - كشف الأستار ) وحسنه الألبانى (نحريم ألات الطرب)
الأستاذ مصطفى .. كاد يطير فرحا برسالة الشوكانى رحمه الله
ألا ليتك تسمع له ولا تنتقي كعادتك أقصد كعادة ملقنك
وإنما هو الهوى وعمى القلوب والأبصار
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل ، وَقَدْ أُشْبِعَ الْكَلَام فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي ذَلِكَ الْكِتَاب إِشْبَاعًا حَسَنًا وَقَالَ فِي آخِر كَلَامه : وَإِذَا تَقَرَّرَ جَمِيع مَا حَرَّرْنَاهُ مِنْ حُجَج الْفَرِيقَيْنِ فَلَا يَخْفَى عَلَى النَّاظِر أَنَّ مَحَلّ النِّزَاع إِذَا خَرَجَ عَنْ دَائِرَة الْحَرَام لَمْ يَخْرُج عَنْ دَائِرَة الِاشْتِبَاه ، وَالْمُؤْمِنُونَ وَقَّافُونَ عِنْد الشُّبُهَات كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْحَدِيث الصَّحِيح ، وَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ اِسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينه ، وَمَنْ حَامَ حَوْل الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَقَع فِيهِ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مُشْتَمِلًا عَلَى ذِكْر الْقُدُود وَالْخُدُود وَالْجَمَال وَالدَّلَّال وَالْهَجْر وَالْوِصَال فَإِنَّ سَامِع مَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَخْلُو عَنْ بَلِيَّة وَإِنْ كَانَ مِنْ التَّصَلُّب فِي ذَات اللَّه عَلَى حَدٍّ يَقْصُر عَنْهُ الْوَصْف . وَكَمْ لِهَذِهِ الْوَسِيلَة الشَّيْطَانِيَّة مِنْ قَتِيل دَمه مَطْلُول وَأَسِير بِهُمُومِ غَرَامه وَهُيَامه مَكْبُول نَسْأَل اللَّه السَّدَاد وَالثَّبَات .
إقرأ واتعلم ... كلام عليه نور العلم ...
وقَالَ عَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل : وَسَمِعْت أَبِي يَقُول : سَمِعْت الْقَطَّان يَقُول : لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمِلَ بِكُلِّ رُخْصَة بِقَوْلِ أَهْل الْكُوفَة فِي النَّبِيذ وَأَهْل الْمَدِينَة فِي السَّمَاع وَأَهْل مَكَّة فِي الْمُتْعَة لَكَانَ فَاسِقًا .
وَقَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيُّ : لَوْ أَخَذْت بِرُخْصَةِ كُلّ عَالِم أَوْ زَلَّة كُلّ عَالِم اِجْتَمَعَ فِيك الشَّرّ كُلّه اِنْتَهَى
الحديث الرابع :
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله حرم علي - أو حرم - الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام
رواه عنه قيس بن حبتر النهشلي وله عنه طريقان :
الأولى : عن علي بن بذيمة : حدثني قيس بن حبتر النهشلي عنه
أخرجه أبو داود ( 3696 ) والبيهقي ( 10 / 221 ) وأحمد في " المسند " ( 1 / 274 ) وفي " الأشربة " رقم ( 193 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 2729 ) وعنه ابن حبان في " صحيحه " ( 5341 ) وأبو الحسن الطوسي في " الأربعين " ( ق 13 / 1 - ظاهرية ) والطبراني
والأخرى : عن عبد الكريم الجزري عن قيس بن حبتر بلفظ :
إن الله حرم عليهم الخمر والميسر والكوبة - وهو الطبل - وقال : كل مسكر حرام
أخرجه أحمد ( 1 / 289 ) وفي " الأشربة " ( 14 ) والطبراني ( 12601 ) والبيهقي ( 10 / 213 - 221 )
وهذا إسناد صحيح من طريقيه عن قيس هذا وقد وثقه أبو زرعة ويعقوب في " المعرفة " ( 3 / 194 ) وابن حبان ( 5 / 308 ) والنسائي والحافظ في " التقريب " واقتصر الذهبي في " الكاشف " على ذكر توثيق النسائي وأقره ولذلك صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " في الموضعين ( 4 / 158 و 218 ) وشذ ابن حزم فقال في " المحلى " ( 7 / 485 ) : " مجهول " مع أنه روى عنه جمع من الثقات وهو من الأحاديث التي فاتته فلم يسقه في زمره الأحاديث التي ضعفها في تحريم المعازف ومثله ما يأتي (تحريم ألات الطرب للألبانى)
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْكُوبَة تُفَسَّر بِالطَّبْلِ ، وَيُقَال بَلْ هُوَ النَّرْد ، وَيَدْخُل فِي مَعْنَاهُ كُلّ وَتَر وَمِزْهَر وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْمَلَاهِي اِنْتَهَى
وفى هذا القدر الكفاية وعلى الله الهداية
فقد ذكر الأستاذ مصطفى سبعة أحاديث كأدلة للمانعين
ونقل عن "أهل العلم" كما يزعم تضعيف هذه الأحاديث
وبهذا .. يصح له أن يقول المعازف حلال .. "كما يظن"
والأمر على خلاف ظنه ... وضد مراده ... ولله الحمد والمنة
وسأذكر إن شاء الله تعالى الأدلة الحديثية "الصحيحة" للمانعين
فقد أوهم الأستاذ مريديه أنه ليس لدى المخالف إلا الحديث الضعيف
ولا أدرى .. أهو تدليس ... أم جهل ... وأحلاهما مر بل أمر
الحديث الأول : حديث البخاري ... وقد سبق الكلام عليه فى الرد رقم 9
الحديث الثاني :من سنن أبى داود
حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع قال
: سمع ابن عمر مزمارا قال فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال فقلت لا قال فرفع إصبعيه من أذنيه وقال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا
قال أبو علي اللؤلؤي سمعت أبا داود يقول هذا حديث منكر .
قال الشيخ الألباني : صحيح . إنتهى
الأستاذ مصطفى ذكر هذا الحديث وقال
" قال أبو داود - أبو داود الإمام الذي روى الحديث - ، قال: هذا حديث منكر ، استنكره أبو داود ن وطبعا كلمة منكر عند أهل العلم يعني راو ضعيف قام طالع بالحديث لواحده كده ، تفرد ضعيف ، حاجه بس مش عايز أطول فيها عشان هي في مصطلح الحديث ، لكن حاجه من أشد انواع ضعف الأحاديث."
الرد عليه
قال العلامة شمس الحق العظيم أبادي (عون المعبود)
هَكَذَا قَالَهُ أَبُو دَاوُدَ وَلَا يُعْلَم وَجْه النَّكَارَة فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيث رُوَاته كُلّهمْ ثِقَات وَلَيْسَ بِمُخَالِفٍ لِرِوَايَةِ أَوْثَق النَّاس .
وَقَدْ قَالَ السُّيُوطِيُّ : قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين بْن عَبْد الْهَادِي هَذَا حَدِيث ضَعَّفَهُ مُحَمَّد بْن طَاهِر وَتَعَلَّقَ عَلَى سُلَيْمَان بْن مُوسَى وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ فَسُلَيْمَان حَسَن الْحَدِيث وَثَّقَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ الْأَئِمَّة ، وَتَابَعَهُ مَيْمُون بْن مَهْرَانِ عَنْ نَافِع وَرِوَايَته فِي مُسْنَد أَبِي يَعْلَى ، وَمُطْعِم بْن الْمِقْدَام الصَّنْعَانِيّ عَنْ نَافِع وَرِوَايَته عِنْد الطَّبَرَانِيّ ، فَهَذَانِ مُتَابِعَانِ لِسُلَيْمَان بْن مُوسَى .إنتهى
ولما كان الأستاذ ملقن من غيره وناقل عن غيره .. فهو كما ترى يلقي الكلام كما يقال له ... ولا يتبين فيه ... يا حسرة على العلم
ثم قال الأستاذ فارضا صحة الحديث
( ازاي يبقى الزمارة بتاعة الراعي حرام وابن عمر يقول لنافع اسمع كده وقولي انت سامع ولا لأه؟؟؟؟ )
الجواب
لابد من التفريق بين السماع والإستماع
قال شيخ الإسلام (والأمر والنهى إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فانه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا ما يحصل منها بغير الاختيار وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس إنما يتعلق الأمر والنهى في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي
وهذا مما وجه به حديث ابن عمر . . . ( فذكره ) فإن من الناس من يقول - بتقدير صحة الحديث - لم يأمر ابن عمر بسد أذنيه فيجاب بأن ابن عمر لم يكن يستمع وإنما كان يسمع وهذا لا إثم فيه وإنما النبي عدل طلبا
للأكمل والأفضل كمن اجتاز بطريقه فسمع قوما يتكلمون بكلام محرم فسد أذنيه كيلا يسمعه فهذا أحسن ولو لم يسد أذنيه لم يأثم بذلك اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرر ديني لا يندفع إلا بالسد .إنتهى
قال فى عون المعبود
وَاعْتَرَضَ اِبْن طَاهِر عَلَى الْحَدِيث بِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّاعِي وَبِأَنَّ اِبْن عُمَر لَمْ يَنْهَ نَافِعًا وَهَذَا لَا يَدُلّ عَلَى إِبَاحَة لِأَنَّ الْمَحْظُور هُوَ قَصْد الِاسْتِمَاع لَا مُجَرَّد إِدْرَاك الصَّوْت لِأَنَّهُ لَا يَدْخُل تَحْت تَكْلِيف ، فَهُوَ كَشَمِّ مُحْرِم طَيِّبًا فَإِنَّمَا يَحْرُم عَلَيْهِ قَصْده لَا مَا جَاءَتْ بِهِ رِيح لِشَمِّهِ ، وَكَنَظَرِ فَجْأَة بِخِلَافِ تَتَابَعَ نَظَّرَهُ فَمُحْرِم .
وعلق على هذا الحديث الإمام القرطبي في تقسيره قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟!"
وقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْمِزْمَار الَّذِي سَمِعَهُ اِبْن عُمَر هُوَ صَفَّارَة الرِّعَاء وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مَذْكُورًا فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ غَيْر هَذِهِ الرِّوَايَة ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ مَكْرُوهًا فَقَدْ دَلَّ هَذَا الصُّنْع عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي غِلَظ الْحُرْمَة كَسَائِرِ الزَّمُور وَالْمَزَاهِر وَالْمَلَاهِي الَّتِي يَسْتَعْمِلهَا أَهْل الْخَلَاعَة وَالْمُجُون وَلَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَأَشْبَهَ أَنْ لَا يَقْتَصِر فِي ذَلِكَ عَلَى سَدِّ الْمَسَامِع فَقَطْ دُون أَنْ يَبْلُغ فِيهِ مِنْ النُّكْر مَبْلَغ الرَّدْع وَالتَّنْكِيل . اِنْتَهَى
الحديث الثالث ـ
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ورنة عند مصيبة
أخرجه البزار في " مسنده " ( 1 / 377 / 795 - كشف الأستار ) وحسنه الألبانى (نحريم ألات الطرب)
الأستاذ مصطفى .. كاد يطير فرحا برسالة الشوكانى رحمه الله
ألا ليتك تسمع له ولا تنتقي كعادتك أقصد كعادة ملقنك
وإنما هو الهوى وعمى القلوب والأبصار
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل ، وَقَدْ أُشْبِعَ الْكَلَام فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي ذَلِكَ الْكِتَاب إِشْبَاعًا حَسَنًا وَقَالَ فِي آخِر كَلَامه : وَإِذَا تَقَرَّرَ جَمِيع مَا حَرَّرْنَاهُ مِنْ حُجَج الْفَرِيقَيْنِ فَلَا يَخْفَى عَلَى النَّاظِر أَنَّ مَحَلّ النِّزَاع إِذَا خَرَجَ عَنْ دَائِرَة الْحَرَام لَمْ يَخْرُج عَنْ دَائِرَة الِاشْتِبَاه ، وَالْمُؤْمِنُونَ وَقَّافُونَ عِنْد الشُّبُهَات كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْحَدِيث الصَّحِيح ، وَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ اِسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينه ، وَمَنْ حَامَ حَوْل الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَقَع فِيهِ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ مُشْتَمِلًا عَلَى ذِكْر الْقُدُود وَالْخُدُود وَالْجَمَال وَالدَّلَّال وَالْهَجْر وَالْوِصَال فَإِنَّ سَامِع مَا كَانَ كَذَلِكَ لَا يَخْلُو عَنْ بَلِيَّة وَإِنْ كَانَ مِنْ التَّصَلُّب فِي ذَات اللَّه عَلَى حَدٍّ يَقْصُر عَنْهُ الْوَصْف . وَكَمْ لِهَذِهِ الْوَسِيلَة الشَّيْطَانِيَّة مِنْ قَتِيل دَمه مَطْلُول وَأَسِير بِهُمُومِ غَرَامه وَهُيَامه مَكْبُول نَسْأَل اللَّه السَّدَاد وَالثَّبَات .
إقرأ واتعلم ... كلام عليه نور العلم ...
وقَالَ عَبْد اللَّه بن أحمد بن حنبل : وَسَمِعْت أَبِي يَقُول : سَمِعْت الْقَطَّان يَقُول : لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمِلَ بِكُلِّ رُخْصَة بِقَوْلِ أَهْل الْكُوفَة فِي النَّبِيذ وَأَهْل الْمَدِينَة فِي السَّمَاع وَأَهْل مَكَّة فِي الْمُتْعَة لَكَانَ فَاسِقًا .
وَقَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيُّ : لَوْ أَخَذْت بِرُخْصَةِ كُلّ عَالِم أَوْ زَلَّة كُلّ عَالِم اِجْتَمَعَ فِيك الشَّرّ كُلّه اِنْتَهَى
الحديث الرابع :
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله حرم علي - أو حرم - الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام
رواه عنه قيس بن حبتر النهشلي وله عنه طريقان :
الأولى : عن علي بن بذيمة : حدثني قيس بن حبتر النهشلي عنه
أخرجه أبو داود ( 3696 ) والبيهقي ( 10 / 221 ) وأحمد في " المسند " ( 1 / 274 ) وفي " الأشربة " رقم ( 193 ) وأبو يعلى في " مسنده " ( 2729 ) وعنه ابن حبان في " صحيحه " ( 5341 ) وأبو الحسن الطوسي في " الأربعين " ( ق 13 / 1 - ظاهرية ) والطبراني
والأخرى : عن عبد الكريم الجزري عن قيس بن حبتر بلفظ :
إن الله حرم عليهم الخمر والميسر والكوبة - وهو الطبل - وقال : كل مسكر حرام
أخرجه أحمد ( 1 / 289 ) وفي " الأشربة " ( 14 ) والطبراني ( 12601 ) والبيهقي ( 10 / 213 - 221 )
وهذا إسناد صحيح من طريقيه عن قيس هذا وقد وثقه أبو زرعة ويعقوب في " المعرفة " ( 3 / 194 ) وابن حبان ( 5 / 308 ) والنسائي والحافظ في " التقريب " واقتصر الذهبي في " الكاشف " على ذكر توثيق النسائي وأقره ولذلك صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " في الموضعين ( 4 / 158 و 218 ) وشذ ابن حزم فقال في " المحلى " ( 7 / 485 ) : " مجهول " مع أنه روى عنه جمع من الثقات وهو من الأحاديث التي فاتته فلم يسقه في زمره الأحاديث التي ضعفها في تحريم المعازف ومثله ما يأتي (تحريم ألات الطرب للألبانى)
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم : الْكُوبَة تُفَسَّر بِالطَّبْلِ ، وَيُقَال بَلْ هُوَ النَّرْد ، وَيَدْخُل فِي مَعْنَاهُ كُلّ وَتَر وَمِزْهَر وَنَحْو ذَلِكَ مِنْ الْمَلَاهِي اِنْتَهَى
وفى هذا القدر الكفاية وعلى الله الهداية
مواضيع مماثلة
» حلقة المعازف 1 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 7
» حلقة المعازف 2 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 8
» حلقة المعازف 3 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 9
» حلقة المعازف 5 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 11
» الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل
» حلقة المعازف 2 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 8
» حلقة المعازف 3 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 9
» حلقة المعازف 5 ـ الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل 11
» الرد الجميل على مصطفى حسني بالحجة والدليل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى