إخلاص زوج
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إخلاص زوج
مثل أي شاب يطمح في تكوين أسرة سعيدة , قرر صاحبنا الزواج وطلب من أهله- وكما جرت العادات والتقاليد - البحث عن فتاة مناسبة -, و كان أن عثروا عليها ، فهي إحدى قريباته ، و حين شعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها فلم يتردد أهل البنت بالموافقة لما كان يتحلى به من مقومات تغري أية أسره على مصاهرته ..
وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحته و فرحتهم , وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة..
وشيئا فشيئا بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون به هيامه وغرامه الجارف لزوجته وتعلقه بها , وبالمقابل فإن أهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها عن لسانها .
أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم على بال أنهما سيتعلقا ن ببعضهما إلى هذه الدرجة ..
وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدءا يواجهان الضغوط من أهاليهما حول مسألة الإنجاب , لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لدى لكل منهم طفل أو طفلان وها مازالا على حاليهما بدون إنجاب , وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يذهبا إلى الطبيب عل وعسى أن يكون الأمر بسيط ا فينتهي بعلاج أو توجيهات طبيه ..
...وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان , حيث اكتشفوا أن الزوجة عاقر !!
فبدأت التلميحات من أهل الشاب تكثر والغمز واللمز يزداد , إلى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانيه ويطلق زوجته أو يبقيها على ذمته إذا شاء و أن هذا حقه , و ذات يوم طفح الكيل به فجمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه : تظنون أن زوجتي عقيم؟! ترى العقم الحقيقي ليس ما يتعلق بالإنجاب , الإنجاب الحقيقي كما أراه هو في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ، ومن ناحيتي فإن زوجتي تنجب لي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود ، فأنا راض بها وهي راضيه بي ، فلا تكررون أمامي هذا الموضوع السخيف ، رجاء .
و لكن وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب والرومانسية ، بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريب حولا على أثره إلى أحد المستشفيات التخصصية لمحاولة التعرف عليه ، مما زاد من قلق الزوج لمعرفته أن المحولين إلى هذا المستشفى عادة ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة ..
وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل و أشعات , صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال ، حجم المصابين به معدود على الأصابع في الشرق الأوسط كله , وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأي حال من الأحوال .
ولكن ما يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنه أكثر من سابقتها , وأن الأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة إلى أن يأخذ الله أمانته ..
لم يخضع الزوج لنصيحة الأطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته فيه الرعاية اللازمة ، فابتاع ما تجاوزت قيمته ال ( 5000$ ) من أجهزه ومعدات طبيه , وكان أغلب المبلغ المذكور قد اقترضه بالإضافة إلى سلفة إضافية اقترضها من البنك .. واستقدم لزوجته ممرضه متفرغة كي تعاونه في القيام على رعايتها , وتقدم بطلب لإدارته ليحصل على اجازة من دون راتب ,
ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها , فهو في أشد الحاجة لكل ( بنس ) من راتبه , فكان أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما أن ينتهي منها حتى يأذن له بالخروج , وكان أحيانا لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده , ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها ..
وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام , والزوج يحاول جاهدا التخفيف عنها ..
كانت قد أعطت ممرضتها صندوقا صغيرا طلبت منها الإحتفاظ به وعدم تقديمه لأي كائن كان , إلا لزوجها إذا وافتها المنية .. وذات مساء يوم إثنين حيث كان الجو ممطرا وصوت زخات المطر ترتطم بنوافذ الغرفة فتغطي على ضربات القلوب القلقة ، و بينما كان الرعد يقصف و البرق يخطف ؛ كان الزوج ينشد الشعر على مسامع حبيبته ويتغزل في عينيها محاولا تلطيف الجو , نظرت إليه نظرة المودع وهي تبتسم له...ثم..شهقت شهقة خرجت معها روحها، فكادت تأخذ - من - هول الموقف- روح زوجها معها .
و بعد يومين من وداعها إلى مثواها الأخير و قبول تعازي الأهل و الأصدقاء ، زارته ممرضة المرحومة فوجدته كالخرقة البالية , فواسته وقدمت له صندوقا صغيرا قالت له بأن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد آن يتوفاها الله..فماذا وجد بالصندوق؟!
زجاجة عطر فارغة , وهي أول هديه قدمها لها بعد الزواج،
وصورة لهما في ليلة زفافهما…
وكلمة "أحبك " منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة .
ورسالة قصيرة سأنقلها إليكم كما جاء نصها ً مع مراعاة حذف الأسماء:
زوجي الغالي
لا تحزن على فراقي فو الله لو كتب لي عمر ثانٍ لاخترت أن أبدأه معك ، ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ؛
..
إلى شقيقي (فلان) : كم كنت أتمنى أن أراك عريسا قبل أن يوافيني الأجل ...
إلى أختي ( فلانة ) : لا تقسي على أبنائك بضربهم كلما أذنبوا حتى لو كان ذنبهم تافها ، فلا يشعر بالنعمة غير فاقدها...
عمتي ( فلانة ، أم زوجها) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه .
وصيتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب ، أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر , وأرجوك أن تسمى أولى بناتك باسمي , مع أنني سوف أغار منها حتى و أنا في قبري ، لأني أحبك ؛ و مع ذلك أقول هنيئا لك بها و هنيئا لها بك أيا تكون
منقول
اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
وسارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحته و فرحتهم , وفي عرس جميل متواضع اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة..
وشيئا فشيئا بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطون به هيامه وغرامه الجارف لزوجته وتعلقه بها , وبالمقابل فإن أهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها عن لسانها .
أي نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشرة ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم على بال أنهما سيتعلقا ن ببعضهما إلى هذه الدرجة ..
وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهما بدءا يواجهان الضغوط من أهاليهما حول مسألة الإنجاب , لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لدى لكل منهم طفل أو طفلان وها مازالا على حاليهما بدون إنجاب , وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يذهبا إلى الطبيب عل وعسى أن يكون الأمر بسيط ا فينتهي بعلاج أو توجيهات طبيه ..
...وهنا وقع ما لم يكن بالحسبان , حيث اكتشفوا أن الزوجة عاقر !!
فبدأت التلميحات من أهل الشاب تكثر والغمز واللمز يزداد , إلى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانيه ويطلق زوجته أو يبقيها على ذمته إذا شاء و أن هذا حقه , و ذات يوم طفح الكيل به فجمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه : تظنون أن زوجتي عقيم؟! ترى العقم الحقيقي ليس ما يتعلق بالإنجاب , الإنجاب الحقيقي كما أراه هو في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ، ومن ناحيتي فإن زوجتي تنجب لي في اليوم الواحد أكثر من مائة مولود ، فأنا راض بها وهي راضيه بي ، فلا تكررون أمامي هذا الموضوع السخيف ، رجاء .
و لكن وبعد مرور أكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على أروع ما يكون من الحب والرومانسية ، بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريب حولا على أثره إلى أحد المستشفيات التخصصية لمحاولة التعرف عليه ، مما زاد من قلق الزوج لمعرفته أن المحولين إلى هذا المستشفى عادة ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة ..
وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل و أشعات , صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال ، حجم المصابين به معدود على الأصابع في الشرق الأوسط كله , وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من خمس سنوات بأي حال من الأحوال .
ولكن ما يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل سنه أكثر من سابقتها , وأن الأفضل إبقاؤها في المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة إلى أن يأخذ الله أمانته ..
لم يخضع الزوج لنصيحة الأطباء ورفض إبقاءها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته فيه الرعاية اللازمة ، فابتاع ما تجاوزت قيمته ال ( 5000$ ) من أجهزه ومعدات طبيه , وكان أغلب المبلغ المذكور قد اقترضه بالإضافة إلى سلفة إضافية اقترضها من البنك .. واستقدم لزوجته ممرضه متفرغة كي تعاونه في القيام على رعايتها , وتقدم بطلب لإدارته ليحصل على اجازة من دون راتب ,
ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها , فهو في أشد الحاجة لكل ( بنس ) من راتبه , فكان أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطة ما أن ينتهي منها حتى يأذن له بالخروج , وكان أحيانا لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيده , ويضمها إلى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها ..
وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام , والزوج يحاول جاهدا التخفيف عنها ..
كانت قد أعطت ممرضتها صندوقا صغيرا طلبت منها الإحتفاظ به وعدم تقديمه لأي كائن كان , إلا لزوجها إذا وافتها المنية .. وذات مساء يوم إثنين حيث كان الجو ممطرا وصوت زخات المطر ترتطم بنوافذ الغرفة فتغطي على ضربات القلوب القلقة ، و بينما كان الرعد يقصف و البرق يخطف ؛ كان الزوج ينشد الشعر على مسامع حبيبته ويتغزل في عينيها محاولا تلطيف الجو , نظرت إليه نظرة المودع وهي تبتسم له...ثم..شهقت شهقة خرجت معها روحها، فكادت تأخذ - من - هول الموقف- روح زوجها معها .
و بعد يومين من وداعها إلى مثواها الأخير و قبول تعازي الأهل و الأصدقاء ، زارته ممرضة المرحومة فوجدته كالخرقة البالية , فواسته وقدمت له صندوقا صغيرا قالت له بأن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد آن يتوفاها الله..فماذا وجد بالصندوق؟!
زجاجة عطر فارغة , وهي أول هديه قدمها لها بعد الزواج،
وصورة لهما في ليلة زفافهما…
وكلمة "أحبك " منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة .
ورسالة قصيرة سأنقلها إليكم كما جاء نصها ً مع مراعاة حذف الأسماء:
زوجي الغالي
لا تحزن على فراقي فو الله لو كتب لي عمر ثانٍ لاخترت أن أبدأه معك ، ولكن أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد ؛
..
إلى شقيقي (فلان) : كم كنت أتمنى أن أراك عريسا قبل أن يوافيني الأجل ...
إلى أختي ( فلانة ) : لا تقسي على أبنائك بضربهم كلما أذنبوا حتى لو كان ذنبهم تافها ، فلا يشعر بالنعمة غير فاقدها...
عمتي ( فلانة ، أم زوجها) : أحسنت التصرف حين طلبت من ابنك أن يتزوج من غيري لأنه جدير بمن يحمل اسمه .
وصيتي الأخيرة لك يا زوجي الحبيب ، أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبق لك عذر , وأرجوك أن تسمى أولى بناتك باسمي , مع أنني سوف أغار منها حتى و أنا في قبري ، لأني أحبك ؛ و مع ذلك أقول هنيئا لك بها و هنيئا لها بك أيا تكون
منقول
اتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
رد: إخلاص زوج
قصة جميله شكرا بشرى و كلمات لها معني كبيره
issam-00- عضو مشارك
- عدد المساهمات : 33
نقاط : 5529
تاريخ التسجيل : 20/12/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى