حديث : الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة
صفحة 1 من اصل 1
حديث : الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة
الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ،
حديث : الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون – شُعبة، أعلاها: قول: لا إله إلا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان" متفق عليه.
.
هذا الحديث من جملة النصوص الدالة على أن الإيمان اسم يشمل عقائد القلب وأعماله، وأعمال الجوارح، وأقوال اللسان فكل ما يقرب إلى الله، وما يحبه ويرضاه، من واجب ومستحب فإنه داخل في الإيمان. وذكر هنا أعلاه وأدناه، وما بين ذلك وهو الحياء ولعل ذكر الحياء؛ لأنه السبب الأقوى للقيام بجميع شعب الإيمان. فإن من استحيا من الله لتواتر نعمه، وسوابغ كرمه، وتجليه عليه بأسمائه الحسنى، والعبد – مع هذا كثير التقصير مع هذا الرب الجليل الكبير يظلم نفسه ويجني عليها – أوجب له هذا الحياء التوقِّي من الجرائم، والقيام بالواجبات والمستحبات.
فأعلى هذه الشعب وأصلها وأساسها: قول: "لا إله إلا الله" صادقاً من قلبه بحيث يعلم ويوقن أنه لا يستحق هذا الوصف العظيم، وهو الألوهية إلا الله وحده؛ فإنه هو ربه الذي يربيه ويربي جميع العالمين بفضله وإحسانه. والكل فقير وهو الغني والكل عاجز وهو القوي، ثم يقوم في كل أحواله بعبوديته لربه، مخلصاً له الدين؛ فإن جميع شعب الإيمان فروع وثمرات لهذا الأصل. ودلّ على أن شعب الإيمان بعضها يرجع إلى الإخلاص للمعبود الحق، وبعضها يرجع إلى الإحسان إلى الخلق.
ونبه بإماطة الأذى على جميع أنواع الإحسان القولي والفعلي. الإحسان الذي فيه وصول المنافع، والإحسان الذي فيه دفع المضار عن الخلق.
وإذا علمنا أن شعب الإيمان كلها ترجع إلى هذه الأمور، علمنا أن كل خصلة من خصال الخير فهي من الشعب. وقد تكلم العلماء على تعيينها.
فمنهم: من وصل إلى هذا المبلغ المقدر في الحديث.
ومنهم: من قارب ذلك، ولكن إذا فهم المعنى تمكن الإنسان أن يعتد بكل خصلة وردت عن الشارع – قولية أو فعلية، ظاهرة أو باطنة – من الشعب. ونصيب العبد من الإيمان بقدر نصيبه نم هذه الخصال، قلة وكثرة، وقوة وضعفاً، وتكميلاً وضده. وهي ترجع إلى تصديق خبر الله وخبر رسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما.
وقد وصف الله الإيمان بالشجرة الطيبة في أصلها وثمراتها، التي أصلها ثابت، وفروعها باسقة في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون. والله أعلم.
المصدر موقع رسول الله
الساجد لله- نائب المدير
-
عدد المساهمات : 566
نقاط : 7062
تاريخ التسجيل : 13/11/2010
العمر : 39
الدولة : المغرب
مواضيع مماثلة
» كتاب الإيمان - باب (57_58_59) تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر ( ياسر برهامي)
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب (12) بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان
» كتاب الإيمان - باب (72) بيان الزمن الذى لا يقبل فيه الإيمان ( ياسر برهامي)
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب (20) بيان كون النهى عن المنكر من الإيمان
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب (12) بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان
» كتاب الإيمان - باب (72) بيان الزمن الذى لا يقبل فيه الإيمان ( ياسر برهامي)
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان
» كتاب الإيمان لشيخ ياسر برهامي باب (20) بيان كون النهى عن المنكر من الإيمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى